الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .
وبعد .
فمن نعم الله تعالى على بني البشر وعلى مختلف أجناسهم وقومياتهم وعقائدهم أن جعل لهم دستورا عمليا لقيادة وتدبير شؤون الأمة حكاما ومحكومين متمثلا بالكتاب والسنة وغيرها من الأدلة المتفق عليها والمختلف فيها وما أنتجته لنا من ميراث فقهي كبير متمثلا بالفقه الإسلامي وما خلفه لنا سلفنا العلماء العاملون والذي لا يسع الأمة التخلي عنه لإدارة البلاد والعباد .
ولقد نظم الفقه الإسلامي وفي مختلف مذاهبه وأقسامه جميع مناحي الحياة الدينية, والاجتماعية, والسياسية, والاقتصادية, وجعل لكل جانب من جوانبه نظاما محكما لا يدانيه أي نظام في العالم, وهنا تبرز أهمية الفقه في إدارة المجتمعات وفي مختلف توجهاتها بما يحقق العدل والمساواة بين أفراد هذا المجتمع, وبما ينسجم ومعطيات الواقع المعاصر ومتطلبات العصر, وما يقتضيه المجتمع من حلول ومستجدات تطرأ على الساحة العلمية والعملية من منظور إسلامي مبني على التيسير والتسامح بعيدا عن التشدد والغلو, ومما تقدم تبرز أهمية قسم الفقه وأصوله لتخريج طلبة للعلم ذوي الأفكار المعتدلة الرشيدة, التي تشارك في بناء مجتمع علمي عملي رصين يحقق الرقي والتقدم لأبناء شعبه .