لعلّ من حسن الطالع العلم بأنّ كلية الإمام الأعظم الجامعة من الكليات العريقة، التي تمتد جذورها وتضرب في أعماق تاريخنا العلمي المشرق، لكنها مع هذا العمق التاريخي فهي أيضاً من الصروح العلمية التي امتازت بحداثتها الرائعة، في ممارسةِ دورها؛ لغرض استعادة عبقها المعرفي لبناء جيل حافل من طلاب العلوم الإسلامية من أبناء بلدنا (العراق) وغيره من أبناء العالم الإسلامي.
وأمام هذا الدور الريادي النبيل، ومن أجل التنويع المعرفي كانت هناك أقسام علمية مختلفة، تُعنى بتدريس علوم الشريعة والعربية، فضلاً عن العلوم الإنسانية الأخرى.
وإنّ من أهم هذه الأقسام العلمية هو (قسم اللغة العربية) الذي فُتح في العاصمة بغداد وفي عدد من المحافظات الأخرى في العراق.
وإذا كان من كلمةٍ نقولها.. فإنّ القسم له مكانته المتميزة ما بين الأقسام العلمية الأخرى، فالقسم كما هو معلوم يسعى في نشر العربية، والاهتمام بها، على أساس أنها اللغة الحيّة التي نزل بها القرآن العظيم.
ولذلك سعينا جاهدين من خلال قسمنا إلى بناء جيل علمي متفتح، يهتم بلغته ويعتز بها، ويسعى في نشرها، مع إداركهِ المسبق بأنّ العربية هي سبب لنهضة الأمة، وهي مصدر عزتها وكرامتها.
وعربيتنا الخالدة هي الأداة لغرس روح الاعتزاز بالتراث العربي الإسلامي والحضارة العربية الإسلامية الأصيلة. ومن خلالها نبرز دور الحضارة العربية الإسلامية الفاعل في بناء التاريخ والحضارة الإنسانية المعاصرة.
ومن المناسب وأنا أسدل ستار كلمتي الموجزة، أن أقدم وصيتي لطلابنا وطالباتنا الأعزاء بمواصلة الجدّ والاجتهاد، والمداومة في السير على طريق المعرفة، والاستزادة في الطلب؛ لأنّ العلم بحرٌ لا ساحل له، مع ضرورة التمتع بالسمت الرائع، والخلق الرفيع، مع تبني المنهج الوسطي المعتدل، الذي يحقق الريادة للمجتمع، ويحقق المحبة والوئام بين أبنائه، سائلاً الباري جل جلاله التوفيق والسداد.